التطوير التقليدي والحديث
إعداد / محمد بن حسن يوسف آل مبارك
إشراف/ د . مفرح العسيري
مقدمة :ـ
إن الحديث
عن المنهج المدرسي حديث متشعب وشائك لأن المنهج في حد ذاته مجموعة من المكونات
والعناصر المترابطة والمتداخلة تعمل بعضها مع بعض منظومة واحدة تعمل بنسق واتساق لذا فإنه لا يحسن الحديث عن جزء منها دون آخر .
. . وعند الاجابة عن هذا السؤال يلزم الحديث أولاً عن مفهوم المنهج القديم والحديث
ومعنى التطوير ومدى ارتباطه بالمنهج ودواعيه وأساليبه . . . . ويمكن حصر الكتابة
في النقاط التالية :ـ
-
مفهوم المنهج القديم
والمنهج الحديث .
-
مفوم التطور بشكل
عام ومدى ارتباطه بالمنهج المدرسي .
-
دواعي التطوير
وأسالييه العلمية .
-
مقارنة بين الواقع
والمأمول من حيث عمليات التطوير في المجتمع العربي .
-
مفهوم التطوير
التقليدي والتطوير الحديث .
-
رؤية في التطوير
الحديث .
أولاً : مفهوم المنهج القديم
والحديث :
-
المنهج بمفهومه
التقليدي : مجموعة المعلومات التي تكسبها المدرسة لتلاميذها ، وتتضمن هذه
المعلومات مجموعة متنوعة من الأفكار والحقائق والمفاهيم والقوانين والنظريات في
مجالات المعرفة المختلفة ، مثل العلوم والرياضيات والمواد الاجتماعية واللغات
والتربية الدينية والتربية الفنية .
وهذا
يتطلب فقط على وجه التحديد ك
1 ) تحديد المواد الدراسية والمعلومات وطبع
الكتب .
2) تحديد الطرق والوسائل ووضع الأسئلة
والاختبارات .
(
الوكيل ، حلمي صـــ 19 )
-
المنهج بمفهومه
الحديث : مجموعة الخبرات المربيَّـة التي تهيئها المدرسة للتلاميذ داخلها أو
خارجها بقصد مساعتهم على النمو الشامل بحيث يؤدي ذلك إلى تعديل السلوك والعمل على
تحقيق الأهداف التربوية .
ويتضح من ذلك أنه يتضمن الإجابة على الأسئلة
الآتية :
1 ) ما نوعية الخبرات التي يتضمنها .
2 ) أين
يمر التلاميذ بهذه الخبرات .
3 ) ما الهدف من هذه الخبرات .
(
الوكيل ، صــــ 22 )
ثانياً : لماذا
نطوِّر المنهج المدرسي ؟
لماذا ، وماذا ، وكيف ، هذه الأسئلة مهمة جداً
عند القيام بعمل ما يحتاج للتخطيط الجيد والمتقن . . .
يُـشير
د . أحمد حسن اللقاني في كتاب تطوير مناهج التعليم صــــ 8 إلى أن التطوير في الوطن العربي يلزم بعده اتجاهات
وهي :ـ
1-
التطلع إلى حياة أفضل .
2-
القناعة بقدة التربية على المشاركة في التنمية والتغيير .
3-
التطوي على رأس قائمة مجالات التجديد في التربية .
ويُحمل
الوكلي : صـــــ 172 ورأي التطوير في الآتي :
أولاً :
الاساليب المتعلقة بالماضي وهي :
1)
سوء وقصور المناهج .
2)
التغيرات التي تطرأ
على عناصر العملية التعليمية ( التلميذ والبيئة والمجتمع والمعرفة والعلوم
التربوية )
ثانياً الاسباب المتعلقة بالمستقبل وهي :
1 ) التنبؤ باحتياجات الفرد والمجتمع .
2 ) المقارنة بدول وصلت إلى مكانة مرموقة في مجالات التطوير المختلفة .
ثالثاً : مفهوم
التطوير وأهميته :
لقد أصبح كلمة التطوير من الكلمات شائعة الاستعمال التي نسمعها في مجال الطب
والصناعة والزراعة والتجارة ولمواصلات والتشييد والبناء والحرب وجوانب الحياة
الأخرى كما نسمع أيضاً في مجال التربية وحيث إن للتعليم أثر أكيداً على جوانب
الحياة الاجتماعية والثقافة الاقتصادية والدينية والصحية فإن تطوير المناهد يمتد
أثره إلى المجتمع بكافة جوانبه . . .
-
التطوير لغة :
التغيير أو التحويل من طور إلى طور .
-
واصطلاحاً : " التحسين وصولاً إلى تحقيق الأهداف
المرجوة بصورة أكثر كفاءة
وبهذا
يمكن تعريف تطوير المنهج بأنه :
" التغيير الكيفي المقصور والمنظم الذي
يحدثه المربون في جميع مكونات المنهج والذي يؤدي إلى تحديث المنهج ورفع مستوى
كفاءته في تحقيق أهداف النظام التعليمي "
( شوق
: صـــ 17- 19 ) و ( جامل :
صـــــ 149 )
-
التغيير والتطوير :
· إن التطوير يستلزم التغيير بينما التغيير قد يؤدي أو لا يؤدي
للتطوير .
· التغيير قد يتم بغير إرادة الانسان بسبب العوام والمؤثرات
الخارجية الجغرافية بينهما التطوير لا بد أن يتم بإرادة الانسان ورغبته .
· التغيير جزئي والتطوير شامل .
( الوكيل : صــ 164 )
إذاً نحن
بحاجة لعملية التطوير الشامل والمتكاملة المنصبة على جميع الجوانب والعناصر التي
لها صلة بالموضوع المراد تطويره .
رابعاً أسس التطوير الحديث :
ذكر
الدمرداش صــــ 208 عدداً من الأسس تستنتج
منها أسس التطوير بمهومه الحديث
1 – أن يكون
التطوير شاملاً .
2 – أن
يراعي خصائص المتعلم وخبراته .
3 – أن
يستثمر التطوير كلاً من التقدم العلمي والتقني والتقدم التربوي .
4 – أن
يقوم على البحث العلمي والتجريب التربوي .
خامساً : ارتباط التطوير بالمنهج
إن مفهوم
تطوير المنهج لا ينفصل عن مفهوم المنهج فالمنهج بمفهومه كان عبارة عن مجموعة من
المعلومات والحقائق والمفاهيم . . . )
وعلى هذا
الأساس فإن التطوير كان ينصب على تعديل وتطوير المقررات الدراسية بشتى الصور
والأساليب . . . .
وبمفهومه
الحديث : " مجموعة من الخبرات
المربية التي تهيئها المدرسة للتلاميذ داخله أو خارجها بقصد مساعدتهم على النمو
الشامل . . . . "
وعلى هذا
الأساس فإن التطوير ينصب على الحياة الدراسية بكافة أبعادها وعلى كل ما يرتبط بها
فلا يركز على المعلومات فقط بل يتعداها إلى الطريقة والوسيلة والكتاب والمكتبات
والإدارة المدرسية ونظم التقويم ثم إلى التلميذ نفسه والبيئة التي يعيش فيها
المجتمع الذي ينتمي إليه ( حلمي ، صـــ
169 )
ونبغي من
ذلك أن التطوير في المنهج القديم :
· لم يكن له صلة بمكونات المنهج الأخرى إذا تناول أحد العناصر .
· كما أن التطوير ينم بحذف موضوعات أو إضافة موضووعات أو استبدال
موضوعات بأخرى .
· في كثير من الأحيان تفتقد عمليات التطوير التنسيق مع بقية
موضوعات المقرر .
· حين أضيفت الهوايات إلى البرنامج الدراسي لم يكن هذا تطوير
للمنهج لأنها آنذاك لم تكن جزءاً من المنهج ولكنها كانت نشاطً مستقلاً قُصد به
إشباع ميول التلاميذ .
· لم يعتمد التطوير على الأهداف ولم يُؤسّس على نتائج تقديم
موضوعي بل على وجهات نظر .
· لم يكن التطوير جزءاً من تنمية العملية التربوية . ( شوق : صـــــ 21 ) .
- أما التطوير في المنهج الحديث :
فإن التكامل بين عناصر المنهج جعلت نطاقه
واسعاً يتناول المنهج بشمولية فالتطوير في عنصر يشمل بقية العناصر
-
كما أصبح يؤثر على
العملية التعليمية كلها فقد يتطلب تطوير عناصر أخرى ليست من مكونات المنهج ولكنها
ذات أثر عليه مثل المعلم والكتاب . . . .
( شوق : صــــ 24 )
سادساًً : تطور مفهوم التطوير .
مما
تبيّين لنا أن مفهوم التطوير اختلفت وتغيّر عما كان من قبل بسبب ما طرأ على
التربية ذاتها من تغير فلسفتا وأهدافها وطرقها كما يرجع إلى ماطرأ على مفهوم
المنهج ذاته من تطور . . .
-
ففي ظل المفهوم
الضيق للمنهج الذي يُنظر إليه أنه المقررات الدراسية كان التطوير مقصوراً على
إجراء تعديلات في المقررات الدراسية بالحذف والإضافة .
-
وفي ظل المفهوم
الواسع للمنهج فإن التطوير يتضمن جميع مكونات المنهج وجميع العوامل المؤثرة فيه .
-
وفي الوقت ذاته كان
التطوير عملاً عشوائياً لا يقوم على أساس أهداف واضحة أو خطط مدروسة أو تقويم سليم
.
-
أما في ظل الاتجاه
العلمي للمناهج فإن التطوير يمثل تغييراً جذرياً شاملاً للمناهج وفق أهداف واضحة
محددة وتخطيط علمي وتجريب ميداني يحدّد مشكلاته ونواحي قوته أو ضعفه وتمهيد الطريق
لمزيد من التطور . ( الدمرداش : صـــ 206
)
ومن هنا
نستنتج أهمية التطوير بمفومه الحديث المتزامن والمتوافق مع التقدم بكافة أشكاله .
. ويشتق التطوير أهمية من عملية التربية . . فإن كانت التربية وسيلتنا لإعداد
الأجيال الصاعده للإضطلاع بمشؤوليات المستقبل والمشاركة الفعالة في تحقيق أسباب
التنمية الشاملة للفرد والمجتمع في جميع المجالات فإن ينبغي أن تلاحق التربية ما
يطرأ على المجتمع من تغييرات . ( الدمرداش : صـــ 207 )
سابعاًً : الأساليب القديمة للتطوير :
-
إن ما اتسم به
التطوير القديم :
-
أنه جزئي وعشوائي
وتنحصر أسالبيه في :
· مراجعة الخطط ، والتقديم والتأخير .
· إضافة مادة جديدة أو إضافة بعض الموضوعات .
· حذف مادة أخرى أو حذف بعض الموضوعات .
· الأخذ ببعض التجديدات التربية مثل " الهوايات " " ولريادة " والأسر "
· مراجعة الطرق والوسائل والأدوات ونظم الاختبارات لذا فقد أخفقت
هذه الاساليب القديمة في إحداث تطوير حقيقي أو تحسين ملموس . ( الدمرداش : صـــ
207 )
-
ويذكر اللقائني صـــ
58 عدداً من الأساليب التقليدية في تطوير المناهج فيقول : من أهم أساليب التطوير
الجارية للمناهج الدراسية على المستوى العربي ما يأتي :ـ
1 )
إعادة صياغة الأهداف العامة دون أن يكون لها حدث في العمليات والإجراءات .
2 ) وضع
أهداف إجرائية على قمة المنهج المدرسي .
3 )
تدريب المعلمين غير مرتبط بالنظرة الشاملة
لعملية تطوير المنهج .
4 )
اقتراح وسائل وتزويد المدراس بها من خلال نظرة جزئية لا معنى لها نمت بعيداً عن المنظور الشامل والمتكامل لعملية
تطوير المنهج .
5 )
المناداة بتوفير فرص النشاط في ظل غياب فلسلفة وفكرة النشاط والاطار الشامل لعملية
التطوير .
6) تقليد
بعض الدول في تجاربها دون دراسة علمية لمدى صلاحيته للمجتمع .
أهم الاساليب العامة لتطوير
المناهج الدراسية :
تختلف
أساليب التطوير في المناهج باختلاف المنهج الدراسي ، إذ أنه من هذا المفهوم تنطلق
مختلف عمليات التطوير :
-
أهم الاساليب
القديمة لتطوير المناهج :
1-
الحذف 2 – الاضافة 3- التعديل 4 – الاستبدال
أهم المآخذ
على هذه الأساليب :
-
إنه يتناول جزءاًً
من المنهج .
-
إن هذا يخل بالنظرة
الشاملة للمنهج .
-
ان هذا يخل بالتناسب
المطلوب بين مختلف مناهج المستوى الدراسي .
-
إن هذا الاسلوب قد
يخل بالتتابع بين المناهج .
-
إنه غير مبنِ ٍ على
تقويم موضوعي للمنهج .
-
إن عملية التطوير
تتم بمعزل عن المجتمع ومؤسساته .
-
لا تعتمد نتائجه على
التجريب التربوي .
-
لا يعتمد على
الخطوات العلمية .
-
إن هذا التطوير لا
يصاحبه تطوير المعلمين وتدريبهم .
-
إن هذا التطوير لا
يراعي قدرات المتعلمين ويبدلهم .
( شوق ،
محمود أحمد صـــ 195 وما بعده
اهم الاساليب الحديثة لتطوير المناهج :
-
التحليل والاستنباط
.
-
المقارنه بمناهج
أخرى .
-
البحث العلمي
والتجريبي التربوي .
-
استشراق
المستقبل ( شوق : صــــ 200 )
-
وأخيراً ينبغي
الاشارة إلى هذه الاساليب في تنفيذها نستند إلى ما يلي :
1-
وجود فلسفة تربوية
واضحة .
2-
وجود دراسة علمية
للمتعلم .
3-
استناد التطوير إلى
الطريقة الثقافية للمجتمع .
4-
أن تكون العملية
شاملة ومتكاملة .
5-
أن تكون عملية
التطوير عملية تعاونية .
6-
أن تكون عملية
التطوير عملية مستمرة دائمة .
( عبد السلام جامل ، صـــــــ 155 )
ثامناً : الواقع والمأمول :
بعد هذا
العرض يبرز سؤال عن واقع التطوير في البلاد العربية . . . إن المناهج في الدول العربية ما زالت تدور في
فلك الطابع التقليدي الذي يقوم على أساس النظرة الجزئية للمعرفة التي تغفل جوانب
مهمة في التعليم ودوافعه الحقيقية فضلاً عما تحتويه من حقائق ومعارف وغايات ،
ويضاف إلى ذلك أن النظرة إلى المنهج لا تزال قاصرة فهي من وجهة نظر الكثير لا تعني
أكثر من مجرد المقررات الدرارسية وما يتصل بها من كتب قادرة على تنفيذ المنهج ،
ونتيجة لذلك نجد أن محاولات التطوير تنحصر في إطار ضيق ملتزم بهذا المفهوم الضيق
للمنهج فالتطوير في ضوء ذلك ينصب أساساً على المقررات وما تحتويه من موضوعات
مختلفة عن طريق الحذف والاضافة والتعديل والتأخير أو التقديم دون إطار مرجعي علمي
وينطوي ذلك على أسلوب مؤداه أن مجرد التغيير كفيل باحداث المنتج التعليمي وهنا
تفعيل العلاقات المتداخلة والتكاملية بين مقومات العملية التعليمية من أهداف
ومحتوى واستراتيجيات ووسائل وأنشطة وأساليب تقويمية وكفاءات مهنية . . . وهذا هو
العمل في أطر تقليدية أغفلت عدة مفاهيم واتجاهات منها : ـ
1-
أن تطوير المنهج
مرتبط بمجموعة من القيم والفلسفة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يلتزم بها
الجميع .
2-
أن التطوير مرتبط
بالسلوك البشري وليس مجرد بحوث وقرارات استراتيجية . . . . . لذا لا بد من النظر إلى كيفية التطبيق .
3-
أن التطوير عملية
جماعية وليست فردية .
4-
ان التطوير عملية
تحتاج للتخطيط والدراسة والبحث والتجريب والتنظيم الاداري والمالي .
5-
ان التطوير عملية
مستمر تتجه نحو الشمول والتكامل .
بالاضافة
إلى ذلك ينبغي أن تستند عملية التطور إلى مجموعة من المبررات التي تمثل الاساس
وتُعد مركز الاهتمام والاتفاق لدى المربين . ( اللقاني : صـــــــــــــ 9- 10 )
تاسعاً : اتجاهات التطوير الحديث :
إن
التطوير الحديث يتماشى حسب مقتضيات الواقع . . . . ومن الاتجاهات الحديثة : ـ
1 – التعلم
الذاتي : حيث إن المعرفة تتدفق بدرجة غير مألوفة للبشرية من قبل لذا أصبح على
المؤسسة تكوين اتجاهات إيجابية تجاه العلم والبحث والاطلاع والتعليم الذاتي .
2 – مناهج
الفصول الدراسية ذات القدرات المتعددة :
حيث يستلزم ذلك تعدد أساليب التدريس التي يلجأ
إليها المعلم من أجل أن يتقدم جميع الانباء نحو الأهداف المحددة للمنهج .
3 – المناهج
ومفهوم القيادة :
يعني
مفهوم القيادة بشكل عام الريادة وتقديم النموذج ومن هنا فإن المتخصصين في مجال
المناهج يعتبرون المنهج مسؤلاً عن عملية القيادة . . . ولعل هذا يشير إلى الحاجة
الماسة إلى فكرِ ٍ جديد ونظرة جديدة لقضية المناهج المدرسية وعلاقتها بعملية
التنمية وقيادة التطور إلى المستويات المتوقعة والمرغوبة فيها .
( اللقاني : صـــــ 263 )
المراجع :
1-
اللقاني ، أحمد حسين
، تطوير مناهج التعليم الأولى 1415 هـ عالم الكتب
2-
اللقاني ، أحمد حسين
، المناهج بين النظرية والتطبيق ط الرابعة 1423هـ عالم الكتب .
3-
الوكيل ن ، حلمي أحمد ، الاتجاهات الحديثة في تخطيط
وتطوير المناهج الأولى 1421هـ دار الفكر .
4-
جامل ، عبد السلام ،
اساسيات المناهج التعليمية ط 2 1422هـ . دار المناهج .
5-
سرحان ، الدمرداش
عبد المجيد ، المناهج المعاصرة ، ط الثالثة 1401هـ مكتبة الفلاح .
6-
شوق ، محمود أحمد ،
تطوير المناهج الدراسية ، ط الأولى 1416 عالم الكتب .
7- هندي ، صالح وآخرون
، تخطيط المنهج وتطويره ط 3 1419هـ ـــ دار الفكر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق